أيام الجامعة university هي من أجمل وأهم الفترات التي تمر بحياة الإنسان، إنها مرحلة الانتقال من مرحلة الدراسة الثانوية إلى مرحلة النضوج والمسؤولية.
لقد تركت لي الجامعة university ذكريات لا تُنسى بسهولة ومليئة باللحظات السعيدة والتحديات التي ساهمت في تشكيل شخصيتي.
البداية والتوجه
عندما قررت الالتحاق بالجامعة university ، كان لدي شعور مختلط من الحماس والقلق ، كانت التوقعات كبيرة والمستقبل غير مؤكد، تخرجت من الثانوية بتفوق وكان من المتوقع أن أواصل النجاح في الجامعة ، اخترت تخصصًا يوافق شغفي وكنت متحمسًا للدراسة في هذا المجال.
في اليوم الأول شعرت بالرهبة ودخلت الحرم الجامعي لأول مرة ورأيت زحمة كثيرة والطلاب يتجولون في كل مكان وكل شخص منهم كان سعيدا ، والحديث عن الأمل والطموح يملأ الأجواء ، وأنا أتجول في الحرم الجامعي الكبير وكنت أريد أن أتعرف الكليات والأقسام المكونة بالجامعة university وأحيانا أقرأ الإعلانات واللوائح الإرشادية المكتوبة خلف الشاشة وأحيانا أخرى ألتقط صور تذكارية في حديقة الجامعة .
الصداقات الجديدة
سرعان ما أدركت أن الجامعة ليست مجرد دراسة بل هي أيضًا مكان للتعارف وبناء صداقات جديدة.
ومن أكثر الأشياء التي تميزت بها أيام الجامعة هي الصداقات التي كونتها ، وفي الأيام الأولى التقيت بمجموعة من الزملاء والزميلات في محاضرة مقدمة ، كان لدينا اهتمامات مشتركة وبدأنا نتحدث ونتشارك الأفكار ونتبادل الآراء حول الدراسة ، هذه الصداقات تطورت سريعًا إلى علاقة قوية حيث كنا ندرس معًا ونتشارك اللحظات الجيدة والسيئة .
وأتذكر أنه كان هناك صديق يتميز بحسه الفكاهي وشخصيته المرحه ، دائمًا ما يجعلنا نضحك حتى في أصعب الأوقات ، لم يكن فقط صديقًا وزميلا بل كان أخًا وداعمًا لنا في كل المواقف.
كلما مر الوقت زادت الروابط التي بيننا وكنا نتجمع في المكتبة للدراسة، أو نجلس في المقاهي القريبة من الجامعة أو كفتيريا الجامعة وأحيانا كنا نجلس مسجد الجامعة وأحيانا أخرى نقف فوق الطابق الأعلى للجامعة ونشاهد المدينة هناك بمنظرها الرائع ونتحدث عن أحلامنا وطموحاتنا وكانت هناك ليالٍ طويلة ندرس فيها حتى الساعات المتأخرة، وكنا نسهر أيام عطلة الأسبوع ،إنها كانت لحظات مليئة بالضحك والمغامرات.
التحديات الأكاديمية
لم تكن أيامي الجامعة مجرد فرحة واحتفالات، بل كانت مليئة بالتحديات الأكاديمية أيضًا ، ولم تكن مثل ما توقعت أيام الثانوية أنها سهلة وخالية من المشاكل والصعوبات .
كانت هناك فصول دراسية صعبة وأحيانا أواجه مناهج صعبة ودكاترة أصعب منهم، ومشاريع وبحوث تتطلب الكثير من الوقت والجهد وكانت الضغوطات غيرعادية .
أتذكر جيدًا تلك الليالي التي قضيتها مستيقظًا أدرس للامتحانات، وكنت جالسا بطاولتي محاطًا بأوراقي وكتبي في غرفتي ، تعلمت في تلك اللحظات كيفية إدارة الوقت، وكيفية التحمل والصبر.
كانت هناك أوقات شعرت فيها بالإحباط والإنطفاء خاصةً عندما كنت أواجه مواد صعبة أو امتحانًات مُرهقًة ، لكن لكل تحدٍ واجهني أثناء مسيرتي الجامعية كان لي فرصة للتعلم وأكتشاف شيء جديد وترتيب حساباتي للأفضل .
أتذكر مرةً عندما كان لدينا امتحان نهائي في مادة كانت تعتبر من أصعب المواد ، قضيت ليالي ساهرا بلا نوم أحاول استيعاب المعلومات وعندما جاء يوم الامتحان كنت متوترًا، لكنني قررت أن أستجمع قواي وأبذل قصارى جهدي، بعد الانتهاء شعرت بارتياح كبير، وكان ذلك بمثابة درس لي في أهمية العمل الجاد.
الأنشطة الطلابية
إلى جانب الدراسة شاركت في العديد من الأنشطة اللامنهجية ، انضممت إلى جمعية طلابية تهتم بالقضايا الاجتماعية، حيث كنا ننظم فعاليات للتوعية وحملات لجمع التبرعات وكانت تلك التجارب مثيرة جدا وفتحت أمامي آفاقًا جديدة ، تعلمت كيف أعمل ضمن فريق، وكيف أتعامل مع الضغوطات العمل .
شاركت أيضًا في العديد من الأنشطة الطلابية التي أضافت لمسة جميلة إلى تجربتي الجامعية وكانت هناك مسابقات رياضية، وفعاليات ثقافية، وندوات تعليمية ولعبة بالتحديات .
كما شاركت في الأنشطة الثقافية مثل العروض المسرحية والمناسبات الفنية والخطابة وإلقاء، وكنت أحب العمل على المسرح حيث كان يمثل وسيلة للتعبير عن الذات وكل عرض كان فرصة لتطوير مهاراتي في التواصل والثقة بالنفس.
اللحظات الفريدة والتجارب الشخصية
خلال تلك السنوات كانت هناك تجارب شخصية شكلت شخصيتي أتذكرت كيف قمت بالعمل في إحدى المؤسسات الخيرية كانت تجربة رائعة، حيث تمكنت من مساعدة الآخرين، وشعرت بالإنجاز والسعادة.
هذه التجارب لم تضف لي فقط المعرفة بل علمتني أيضًا أهمية العطاء والمشاركة في المجتمع.
ولا يمكنني نسيان بعض اللحظات الفريدة التي مررت بها خلال تلك السنوات ، واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا كانت عندما نظمنا رحلة إلى مكان سياحي قريب من مدينتا، وكانت هذه الرحلة فرصة للاسترخاء أنا وأصدقائي، حيث قضينا يومًا رائعًا في استكشاف الطبيعة وتناول الطعام معًا وكانت هناك ضحكات ومواقف لا تُنسى ، والتقطنا صورا جماعية وفردية ، وعدت من تلك الرحلة بشعور من السعادة والامتنان.
العلاقات العاطفية
خلال فترتي الجامعية نشأت علاقة عاطفية بيني وبين إحدى زميلاتي والتي كانت لها تأثير كبير على حياتي ، تعرفت على شخصية مميزة شاركتني الكثير من الأوقات الجيدة ، كانت فتاة تدرس في نفس القسم الذي كنت أدرس به وكنا نتشارك الأفكار والأحلام ونتعاون في الدراسة ، كانت لدينا اهتمامات مشتركة، وكنا نلتقي في المكتبة وفي الكافيتيريا، هذه العلاقة علمتني الكثير عن الحب والتفاهم، وكانت من بين أجمل التجارب التي عشتها ، تلك اللحظات التي قضيناها معًا، سواء في الدراسة أو في الأنشطة، ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد.
التخرج والانطلاق نحو المستقبل
مرت السنوات بسرعة، وجاء يوم التخرج الذي كان مليئًا بالمشاعر ، وعندما ارتديت ملابس التخرج وشاهدت زملائي يشاركونني نفس الشعور، أدركت أن تلك الفترة كانت أكثر من مجرد دراسة بل كانت رحلة مليئة بالتعلم والنمو والتجارب.
في حفل التخرج شعرت بالفخر والإنجاز وأنا أستلم شهادتي كانت تلك اللحظة تتويجًا لسنوات من الجهد والتعب والعمل الشاق .
كانت تلك اللحظة تأكيدًا لكل الجهود التي بذلتها خلال السنوات الماضية وكنت ممتنًا لكل الأساتذة الذين ساعدوني، ولكل الزملاء الذين كانوا إلى جانبي في كل خطوة ، وتذكرت جميع اللحظات التي مررت بها من التوتر في بداية الدراسة إلى الفرح في إنهائها .
التأمل في الذكريات
الآن وبينما أستعرض ذكرياتي في الجامعة، أشعر بالامتنان لكل تجربة مررت بها ، لقد شكلت تلك السنوات شخصيتي وأسلوب حياتي ، وتعلمت كيف أواجه التحديات، وكيف أعمل مع الآخرين، وكيف أحقق أحلامي.
ستبقى أيام الجامعة جزءًا من حياتي، وستظل ذكرياتها محفورة في ذاكرتي.
أدركت أن الجامعة لم تكن مجرد مكان للتعلم الأكاديمي، بل كانت مدرسة للحياة وكانت أيضًا مكانًا للنمو الشخصي وتكوين الصداقات وكانت تلك السنوات مليئة بالدراما والضحك، والمغامرات والتحديات، وكلها ساهمت في تشكيل مسار حياتي ، وأدركت أيضًا أهمية أن يكون لديك شغف لما تقوم به، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على نجاحك.
الـخـــــاتمـــــــــة
وفي النهاية كانت أيام الجامعة فترة من الحياة ، والتي تُشكل هوية الإنسان وتفتح له آفاقًا جديدة وتجربة غنية وملهمة أشعر أنني محظوظ لكوني عشت تلك اللحظات، والتي ستظل دائمًا جزءًا من ذاكرتي ومع كل ذكرى أجد نفسي أعود إلى تلك الأيام السعيدة، وأتطلع إلى المستقبل بشغف وإيجابية.
وأخيرا ستظل تلك الذكريات تجذبني إلى الوراء وتذكرني بما كنت عليه وأعتبر تلك الأيام من أجمل الفترات في حياتي، وأتمنى أن يحظى الجميع بتجربة مشابهة في حياتهم الجامعية.
بقلم طائر السلام : محسن عبدالله