صورة الممرضة لين ماثيوز وأطفال صوماليين
في يناير كانون الثاني عام 1991م بدأت الحرب الأهلية في الصومال وانهارت الدولة الصومالية وفي أثناء تلك الحالة أصيبت ليلى الصغيرة احدى رصاص الحرب ونقل اليها فورا الى المستشفى دغفير في العاصمة الصومالية مقديشو .
روت لين ماثيوز وهي ممرضة من الولايات الأمريكية المتحدة ، تحكي حادثة مفجعة لم تخرج من ذاكرتها والتي التقتها في مقديشو عام 1992م ، وهي فتاة تبلغ من العمر 12عاما تم نقلها الى مستشفى دغفير في مقديشو مصابة بطلق ناري .
وفي ذلك الوقت كانت لين تعمل في منظمة طبية تسمى الهيئة الطبية الدولية (IMC) ، والتي كانت تعمل في المستشفى لمدة أربعة أشهر .
كانت الفتاة الصغيرة تدعى ليلى ، وبحسب لين التقيا عندما تم احضارها الى المستشفى ، حيث تم وضعها في الجناح الذي كانت فيه الممرضة لين .
صورة لين ما ثيوز وطفل صومالي
ساءت حالة ليلى وتوقفت عن الأكل وأصبحت ضعيفة وقالت لين ماثيوز ، التي كانت تراقب تدهور حالتها ” ليلى من فضلك عليك أن تأكلي ” .
ثم أجابت ليلى باللغة الصوماية وقالت : ” أستطيع أن آكل تفاحة ” لكن لين أخبرتها أن التفاح غير متوفرهنا ، ” ليلى لا يوجد تفاحة هنا ” . وبما أنها كانت تتحدث باللغة الصومالية ، كان هناك من يترجم ويخبر لين بما كانت تقول ليلى .
تقول لين بعد أيام قليلة رأيت أنها لا تستجيب لي ، وكان والدها الذي يتحدث الإنجليزية بجانبها وأخبرني أنها تتحدث كشخص فاقد للوعي .
وضعت يدي على صدرها وقلت لها ” ليلى ” بعد ذلك فتحت عينيها ونظرت الي بعيني اليمنى وقالت ” لين ” وبكلمات صومالية لم أفهمها حينها سمعت المترجمة لكنها لم تخبرني بما قالت ، فسمع أبوها فقال أرأيت إنها تتحدث كالمجانين
بعد ذلك تحركت ممرضة صومالية نحو غرفة ليلى لتعطي فلينمبو ، وقالت لين إنها ذهبت إلى الغرفة المجاورة لغرفة ليلى . وعندما عادت الممرضة الصومالية الى غرفتها ، تقول لين سمعت ” الضجيج والصراخ وقلت لنفسي لا بد أنه موت ليلى .
ثم سألت لين المترجمة ما هو آخر شيء قالته ليلى لي قبل وفاتها ؟ . قالت المترجمة وهي تخبر لين آخر ماقالته ليلى ” لين أنا أعرفك أين تفاحتي ، أنا أموت ، وداعا ” .
العبارة التي لم تترك قلب لين ماثيوز لمدة 32 عاما وهي كيف قالت إن الشيء الوحيد الذي يمكن أن تأكله في ذلك اليوم هو تفاحة ، ولم تتمكن من الحصول عليها .
عودة لين ماثيوز الى مقديشو والتفاحة التي زرعت .
صورة لين ماثيوز بعد 32 سنة زارت مستشفى دغفير مقديشو
وبعد اثنين وثلاثين عاما ، عادت لين إلى مقديشو عاصمة الصومال وزارت مستشفى دغفير Digfeer الذي كانت تعمله سابقا ، قالت لين وهي تتحدث حالة المستشفي أيام الحرب ، كان هناك وضع صعب في المستشفى مثل انقطاع الكهرباء ، وقلة السرير ، وكان بعض المرضى يموتون بدون دواء في ذلك الوقت ، وكانت هناك جماعات مسلحة تأخذ الأدوية بالقوة .
صورة لين ماثيوز وهي تزرع شجرة التفاح بالمستشفى بعد 32 سنة
قالت لين ماثيوز وهي تتحدث لـ BBC من داخل المستشفى ” أتذكر كيف كان المستشفى في عام 1992 واليوم في عام 2024 رأيت المستشفى وهو بني من جديد ، إنه مستشفى جميل ورائع ، ترى هناك أطباء وممرضات وسيارات اسعاف وكهرباء لا ينقطع 24 ساعة إنه مثال جميل بالنسبة لي.
وأضافت لين الى ذلك أنها لم تأكل أي شيء يحتوي على تفاح منذ أكثر من ثلاثين عاما ، لانها تتذكر دائما عندما كانت ليلى تطلبها بآخر شيء أرادته هو تفاحة ، لكنها لم تتمكن من العثور لها .
وفالت لين إنها زرعت شجرة تفاح المستشفى من أجل ليلى وأطفال صوماليين آخرين . وقالت لين ” نحن نزرع أشجار التفاح ، ونأمل أن يعرف العالم قصة ليلى ” .
وقالت إن قصة ليلى يمكن أن تكون أيضا مثالا على آثار الصراعات وأعمال القتل التي لا معنى لها في أجزاء كثيرة من العالم .
صورة لين ماثيوز وهي بمستشفي دغفير مقديشو