نعم، الحب هو أحد أعمق العلاقات الإنسانية، حيث يمثل الدعم والمساندة في الأوقات الصعبة. الصداقة الحقيقية تعكس هذا المعنى، فالصديق الوفي يكون دائمًا بجانبك عندما تحتاج إليه، مما يجعل الأوقات الصعبة أكثر احتمالًا. الحب والمودة يعززان الروابط بين الناس، ويشعرانهم بالأمان والراحة.
تُعتبر الصداقة أحد أروع الهدايا التي يمكن أن تمنحها الحياة، فهي رابط يجمع بين القلوب ويزرع بذور الألفة والثقة. تتجاوز الصداقة مجرد تبادل الكلام أو اللحظات المشتركة؛ إنها رحلة مشتركة تُعززها الفهم والدعم المتبادل. من خلال الأصدقاء، نتعلم دروسًا عن الحب والتسامح، ونكتشف معاني جديدة للولاء والإخلاص.
بداية القصة مع بداية الجامعة
في أواخر عام 2019 التحق ياسر بالجامعة واختار كلية القانون وكان سعيد جدا برحلته الجامعية الجديدة . ذهب ياسر الى الجامعة مبكرا وكانت أول يوم له بالجامعة ، دخل القاعة ورأى فارغة لا أحد فيها ثم قال لنفسه لعلك أتيت قبل موعد المحاضرة ، وبينما كان ينظم كراسي القاعة دخلت سميرة فجأة بالقاعة ووضعت حقيبتها في أحد المقاعد وبدأت تتقلب شاشة هاتفها المحمول وكان ياسر ينظر سميرة ثم قال دون ادراك ” شو هالبنت الحلوة ” وبعدها نظرته سميرة باستغراب وظن أنها سمعته وخرج مسرعا من القاعة ونزل الى طابق الثاني ، غسل وجهه وجلس يتسأل من هي البنت ؟ وبدأ يتضايق صدره ويشعر بشعور غريب في قلبه لأول مرة في حياته وكأن ضلعه انكسر لما رأى سميرة !. انتهى اليوم الأول وعاد ياسر إلى بيته وهو يشعر بالحمى ، ولم يأت بعدها بالجامعة فترة .
مرت الأيام والسنوات وأصبح ياسر وسميرة زملاء واصدقاء أعزاء يتدارسون معا وأيام الإمتحانات كانو يتواصلون دائما ويتناقشون بالامتحانات .
ياسر لم يخبر زميلته سميرة أنه يحبها لكنه فضل أن يخبىء مشاعره وظل يتألم ويتعذب ساكتا خلال فترة الجامعية .
أحيانا يتسأل نفسه لماذا أحببتها وعشقتها وهناك فتياة أجمل منها بكثير؟ لكن المعلوم أن الحب أعمى ولا يسألك حين يدخل في قلبك .
مرت الأيام بسرعة لا يتخيلها العقل ، ووصلا إلى نهاية رحلتهم الجامعية ودخلو آخر مادة في الإختبارات النهائية وخرجوا من القاعة فرحين مسرورين ، التقط الطلاب صورة جماعية وفردية لتكون ذكرى يتذكرون بها الايام الجامعة وزملائهم ، لكن كان ياسر حزينا وبالكاد يتقطع قلبه بسبب حزنه وألمه ، وكان يتيقن أنه لا يرى سميرة بعد اليوم ، تحركت سميرة نحوه وقالت له وهي تبتسم أريد أن نلتقط صورا كي تبقى ذكرى لنا تعال معي إلى الحديقة الجامعة ، أخذت سميرة هاتفها تلتقط الصور وتطلب ياسر أن يبتسم قليلا لتصبح الصورة رائعة .
نهاية الجامعة
وبعد فترة جاء موعد حفلة التخرج وكان الكل سعيد وقرر ياسر أن يخبر سميرة شعوره لكن كانت زحمة الحفل عائق كبير أمامه وانتهت الحفلة دون أن يخبرها .
صورة نموذجية
وبعد تخرج الجامعة بشهور قرر ثانية أن يخبر سميرة شعوره تجهها فأخبرها عن حبه الشديد لها وكان يتوقع ترحيبا من زميلته لكن كانت المفاجأة أنها لم تصدقها وبدأت تتهرب إليه وتقول حبيبي الجديد بعد قليل يدخل المكالمة أريد أن أسكر لكن ألح ياسر ان تبقى معه قليلا كي يحكي لها حكايته لكنها رفضته وقالت له أنا رح سكر حبيبي عم يستناني بالمكالمة وإذا تأخرت عليه رح يزعل مني وداعا بكرة رح اتصل معك.
مرحلة الإنحطاط النفسي
اتصل ياسر ثانية لكن ما ردت عليه ، وانتظر حتى تتصل عليه ومرت أيام وأسابيع وكان يكتب لها رسائل يعبر عن حبه وألمه لكن كانت المفاجاة لما أرسلت له سميرة رسالة تقول فيها هناك فرص لا تعود أبدا وداعا يا ياسر وأتمنى لك حياة سعيدة وحظرت رقمه الواتساب ، وعندما رأى ياسر انكسر مثل الزجاجة واسودت الدنيا على عينيه وبدأ يعزل نفسه عن الجميع وعن الأهل والأصدقاء وترك وظيفته ودخل مرحلة انحطاط نفسية واستأجر بيتا بعيدا عن أهله وعزل نفسه هناك ، بدأ يأكل كثيرا حتى سمن ، وكان يقضي طول نهاره بمشاهدة الافلام والمسلسلات والمباريات وأحيانا يلعب فيديو جيم Games وظل هذه الحالة لمدة تسعين أو مئة يوم .
رحلة نجاح ياسر
وبعد نهاية فترة انعزاله قرر يا سر أن ينتقم سميرة وكان يقول لا بد أن أفاجئ سميرة بنجاحي لا بد أن أنتقم منها بنجاحي ، حان الوقت لأغير نفسي يجب علي أن أرسم طريق نجاحي وأحفره بيدي حتى أصل إلى القمة .
صرخ ياسر بأعلى صوته وقال سأحقق حلمي وأجعله حقيقة أمام الجميع ، سأفاجئ نفسي بنجاحي أولا ومن ثم أصدقائي وأهلي الذين لم يقفوا معي أيامي المنطفئة وسميرة أيضا.
بدأ ياسر يتعلم فنون التصاميم والبرمجة وإعلانات المواقع التواصل الإجتماعي ، وتعلم أيضا التجارة الإلكترونية ، وفن الخطابة وصناعة المحتوى ، وبناء وتصميم الواقع .
وانطلق أول مشروع له وهو صناعة المحتوى ، وكتابة المقالات ونجح ذلك وحصل ملايين مشاهدات حول العالم .
تغيرت أحوال ياسر وبدأ يسافر إلى العالم كي يستمتع ويكتشف جمال الحياة ، زار تركيا واسبانيا وماليزيا والهند والسويسرا وغيرها من الدول .
وفي يوم من الأيام التقى ياسر بزميلته سميرة بالصدفة بعد فراق طويل تحدثو قليلا ولم تخبر سميرة ياسر مالذي حدث لها بغيابه واعتذرت له أنها كسرت قلبه ولم تقف بجانبه أيامه المنطفئة ، قالت له أرجوك لا تسئلني مالذي حدث لي بعدما افترقنا ، وبعد حديث وعتابات طويله ، كل شخص منهم مشى إلى طريقه وهو يبكي ودموعه تذرف .
زواج ياسر وسميرة
مرّت الأيام وشاء القدر بعد معاناة طويلة أن يتزوج ياسر حبيبته سميرة، ويبدآ حياة جديدة معاً. كان حبهما قويًا، وقد تحديا الكثير من الصعوبات في سبيل الوصول إلى هذا اليوم.
بدأوا ببناء بيت أحلامهم معًا، حيث اختاروا تفاصيل كل زاوية بعناية، من الألوان إلى الأثاث، كان كل شيء يرمز إلى بداية جديدة، وأمل لمستقبل مشرق.
مع مرور الوقت، بدأوا في تشكيل ذكريات جميلة معًا، من اللحظات البسيطة كتناول الإفطار في شرفتهم إلى السهرات التي يمضونها مع الأصدقاء ، كانت حياتهم مليئة بالحب والضحك، رغم التحديات التي تواجههم.
ولكن، كما هو الحال في أي قصة، كانت هناك تحديات جديدة تظهر، مما جعلهم يدركون أن الحب الحقيقي يحتاج إلى الصبر والتفهم ، ومع كل موقف يواجهونه، كان ياسر وسميرة يكتشفان عمق حبهما وقدرتهما على التغلب على الصعوبات معًا.
كانا يدركان أن الحياة ليست دائمًا كما يحلمان، لكنهما اختارا مواجهة كل ما يأتي معًا، يدًا بيد، مصممين على بناء حياة مليئة بالحب والسعادة.